سورة الملك - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الملك)


        


{وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (18)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} يعني كفار الأمم، كقوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب مدين وأصحاب الرس وقوم فرعون. {فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ} أي إنكاري وقد تقدم. وأثبت ورش الياء في نذيري، ونكيري في الوصل. وأثبتها يعقوب في الحالين. وحذف الباقون اتباعا للمصحف.


{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)}
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ} أي كما ذلل الأرض للآدمي ذلل الهواء للطيور. وصافَّاتٍ أي باسطات أجنحتهن في الجو عند طيرانها، لأنهن إذا بسطنها صففن قوائمها صفا. وَيَقْبِضْنَ أي يضربن بها جنوبهن. قال أبو جعفر النحاس: يقال للطائر إذا بسط جناحيه: صاف، وإذا ضمهما فأصابا جنبه: قابض، لأنه يقبضهما. قال أبو خراش:
يبادر جنح الليل فهو موائل *** يحث الجناح بالتبسط والقبض
وقيل: ويقبض أجنحتهن بعد بسطها إذا وقفن من الطيران. وهو معطوف على صافَّاتٍ عطف المضارع على أسم الفاعل، كما عطف أسم الفاعل على المضارع في قول الشاعر:
بات يعشيها بعضب باتر *** يقصد في أسوقها وجائر
ما يُمْسِكُهُنَّ أي ما يمسك الطير في الجو وهي تطير إلا الله عز وجل. إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ.


{أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20)}
قوله تعالى: {أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ} قال ابن عباس: حزب ومنعة لكم. {يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ} فيدفع عنكم ما أراد بكم إن عصيتموه. ولفظ الجند يوحد، ولهذا قال: {هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ} وهو استفهام إنكار، أي لا جند لكم يدفع عنكم عذاب الله مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ أي من سوى الرحمن. {إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} من الشياطين، تغرهم بأن لا عذاب ولا حساب.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8